بسم الله الرحمن الرحيم
شهر رجب .. استعداد لشهر رمضان
إن الربيع يمتد قرابة الثلاثة شهور ، ذاك ربيع الأرض ، أما ربيع القلوب فهو كذلك أيضا .. ، كيف ؟ هو ثلاثة شهور ، شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان .
إن الفترة الزمنية الواقعة بين شهر رجب وشهر رمضان هي فرصة متاحة للجميع ، للدخول في دورة تكاملية ودورة تزكية للنفس من الذنوب والآثام ، فرصة لا تعوض ولا تفوت ، فالفرصة تمر مر السحاب ، علينا من الآن ونحن في شهر رجب أن نزرع البذور لكي يأتي شهر شعبان وشهر رمضان وتنبت هذه البذرة من خلال الأمطار الغزيرة ، أمطار الرحمة ، أما اذا لم يكن هناك بذرة حتى مع وجود الأمطار الغزيرة لا ينبت شيء ، فإما لا يكون هناك بذرة أو تكون بذرة فاسدة ، فلنبدأ من الآن لنستعد لشهر رمضان ..
من المؤسف جدا ان يضيع عمر الانسان هدرا ، وهو الغافل في طيلة العام ، فهل يحسن أن تستمر هذه الغفلة حتى في هذه الأشهر المباركة ، فالعمر يمضي ونحن غافلون.
فضائل شهر رجب :
روي عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) : إنّ الله تعالى نصب في السماء السابعة ملَكاً يقال له الداعي ، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كلّ ليلةٍ منه إلى الصباح :
طوبى للذاكرين !.. طوبى للطائعين !.. ويقول الله تعالى :
أنا جليس من جالسني ، ومطيع من أطاعني ، وغافر من استغفرني ، الشهر شهري ، والعبد عبدي ، والرحمة رحمتي ، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته ، ومن سألني أعطيته ، ومن استهداني هديته ، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي ، فمن اعتصم به وصل إليّ .
(ومطيع من أطاعني) : يا لها من عبارة ، الله سبحانه وهو الغني عن عباده يطيع من يطيعه ..!
(وغافر من استغفرني) : البعض يستغرب ويقول كيف سبحانه يغفر الذنوب في ليلة واحدة ، كليلة الرغائب وهي أول ليلة جمعة من شهر رجب ( لا تفوتكم الفرصة) ، نقول نعم هو سبحانه صاحب الرحمة وصاحب الشهر ، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ، هو الذي لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة ، ويغفر تفضلا منه ورحمة .
(وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي ، فمن اعتصم به وصل إليّ ) : العبارة واضحة ، أن هذا الشهر الفضيل وسيلة للوصول إلى الله عز وعجل فمن اعتصم وصل دونما شروط أخرى .. !
هذا هو شهر رجب قد أطل علينا بخيراته وبركاته ، هذا الشهر الذي فيه تنزل الرحمة وتصب على العباد صبا ، فلا نفوت الفرصة علينا ، فقد يكون آخر شهر رجب يمر علينا ,وقد لا نوفق لشهر رمضان ..
الوصايا العملية :[color=blue]
[size=16]1- خذ ورقة وقلم ، وسجل الذنوب التي تسعى للتوبة منها والتخلص منها في هذا الشهر الكريم لتصل إلى شهر شعبان وشهر رمضان وأنت خالي من الذنوب لتتفرغ بعدها لمراحل متقدمة من الكمال الروحي ، فإن أول مرحلة هي التخلص من الذنوب .(راجع خطبة المتقين لأمير المؤمنين وحاول الالتزام بها)
مثلا : التخلص من النظر المحرم ، التخلص من الغيبة ، وغيره ، ثم التدرج إلى التخلص من الكلام الزائد الذي يقسي القلب ، ثم التخلص من فضول النظر الذي يحرم الانسان بركات عالم الملكوت .. وهكذا
2- خذ ورقة وقلم – ايضا- وسجل برنامج حياتك في هذا الشهر ، واجعله مختلفا عن غيره ، اجعل النصيب الأكبر للعبادات ، مع مراعاة الجوانب الأخرى والواجبات الأخرى فلا رهبانية في الاسلام ، لا تنس صلاة الليل ( التي قد نفوتها في باقي الأشهر ، فلنحاول أن نصليها في هذا الشهر) ، ولا تنس الصيام في هذا الشهر – قدر المستطاع – فهنيئا لمن صام رجب وشعبان وألحقهما بشهر رمضان ( الاحاديث في فصل الصيام موجودة في نهاية الموضوع)
3- حاسب نفسك في نهاية كل يوم ، وأعراض أعمالك ، فإن عملت سيئة فاستغفر الله وحاول أن تتركها في اليوم التالي ، وإن عملت حسنة اشكر الله عز وجل على ذلك ، وحاول المداومة عليها ، وهكذا
[color=#006400]فضل صيام الشهر :[color:bf7b=#006400:bf7b]00:bf7b]
[color:bf7b=magenta:bf7b]اعلم انّ هذا الشّهر وشهر شعبان وشهر رمضان هي أشهر متناهية الشرف، والاحاديث في فضلها كثيرة، بل روي عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انّه قال : انّ رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الكفّار فيه حرام ألا انّ رجل شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر اُمّتي، ألا فمن صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله الاكبر، وابتعد عنه غضب الله، واغلق عنه باب من أبواب النّار، وعن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال : من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النّار مسير سنة، ومن صام ثلاثة أيام وجبت له الجنّة .
وقال أيضاً: رجب نهر في الجنّة أشدّ بياضاً من اللّبن، وأحلى من العسل مَنْ صام يوماً من رجب سقاه الله عزوجل من ذلك النّهر، وعن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رجب شهر الاستغفار لامّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فانّه غفورٌ رحيم، ويسمّى الرجب الاصبّ لان الرّحمة على امّتي تصب صبّاً فيه، فاستكثروا من قول اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ
[/size][/size]